الأم تسبيح القوافى
الشاعر: عبد القادر أمين
مَرَّتْ عَلَى شَفَـةِ السُّطُور حُرُوفُهَا فتَمَايَلَتْ طَـرَبـًا وَفاحَ أريجُهَـا
جَبَـلُ المَعَـانِي خَرَّ عِنْدِي سَاجِدًا لَمَّا رَآنـِي بِالْقَصِيــدِ أبُثُّهَــا
بَعْضَ الحُقُوقِ وَلَسْتُ نَفْسِى ظالِمـًا حَاشَى أكُونُ.فكَيْـفَ أمِّى ظُلْمُهَـا
مِعْطـَاءَةٌ فِي غَيْـرِ مَـنٍّ حِلْمُهَا ضَمَّ الصَّغِيرَ مَـعَ الكَبير عَهدْتُهَا
الْحُـبُّ عِنْـدِي أنْ أغَنِّىَ باسْمِهَا فالحَـاءُ مِنْ لُغَـةِ الأمُومَةِ بَاؤُهَا
الأمٌّ مَـا جَـادَ الزَّمَـانُ بمِثلِهَـا تَعْلُـو عَلى كُـلِّ النِّسَاءِ خِصَالُهَا
أمٌّ تُـوَزِّعُ كُـلَّ صُبْــحٍ قلْبَهَـا رزْقـًا وَمَا عَـرفَ القَطِيعَةَ لَيْلُهَا
فَكَأنَّهَـا وَالكَـوْنُ طُـرًّا جَاثِمـًا تُعْطِـى وَيَأبَى أنْ يَضِنَّ عَطَاؤُهَا
نَفْـسٌ تَـذُوبُ إذا رَأتْنِـي مُعْوَذًا وَلطالمَـا فَـكَّ الكُـرُوبَ دُعَاؤهَا
مَا أضْيَـعَ الدُّنْيَـا بفَقْـدِ أمُومَـةٍ شَابَتْ عَلَى صَدْرِ الفِطَـام عِيَالُهَا
وَلَوَاقِـحُ الألفـَـاظِ تُثْبِـتُ أنَّهَـا رَحِـمٌ وإنـِّي لِلْقصِيـدَةِ فَحْلُهَـا
تَتَرَقْـرَقُ الكَلِمَـاتُ مِنْ فِيِّ الْهَوَىوَالصَّخْـرُ يُورقُ مَا حَمَتْهُ ظِلالُهَا
الأمُّ تَسْبيـحُ القَـوَافِي سَجْـدَةٌ تَسْتَغْفِــرُ الأوْرَاقُ إنْ أهْمَلْتُهَـا
الأمُّ تَحْنَـانٌ وَتَتْـويـجٌ وَتِــرْ يَاقُ الصُّدُور عَلَى السُّطُور مِدَادُهَا
أمِّي التِي سَبَتِ الفُـؤادَ رَهِينَـةً إنَّ القيُـودَ لدَى المُلُـوكِ فِكَاكُهَـا
مِنْ وَجْههَـا فِي كُـلِّ قَلْبٍ قُبْلَةٌ وَلِكُـلِّ كَعْـبٍ صَامِـتٍ خُلخَالُهَـا
وَحَقائِبٌ رُوحِي تَحُـلُّ برُوحِهَـاوَطَنـًا وَقدْ وَسِعَ المُسَافِرَ صَدْرُهَا
لَهَا مَا مَلكْتُ وَمَا سَأمْلِكُ طاعَـةً حَتـَّى الْحَيَـاةُ لوْ انَّهَا تَحْتَاجُهَـا
اللهُ أكْبَـرُ حِيـنَ أرْشَـدَ خَلقَـهُ بَعَدَ العِبَـادَةِ أنْ تُصَانَ حُقُوقُهَـا
وَالمُصْطفَى أوْصَى ثلاثـًا برَّهـَا أنَّـى تَـرُومُ مَكَانَــةً آمَالُهَــا
وَبَحَثتُ عَنْ مَعْنىً يُضَـافُ كَأنَّنِي عَنْ إبْـرَةٍ فِي كَـوْمَـةٍ فَتَّشْتُهَـا
قَدْ كُنْتِ أوَّلَ كِلمَـةٍ أحْبُـو بهَـا إنْ رُمْتَ نُطْقـًا جَاءَ عِشْقًا مِيمُهَـا
أتَحَسَّسُ الخُطُواتِ فَـوْقَ ذِرَاعِهَا حَتَّى اسْتَوَيْتُ وَلمْ يَضِقْ بى ذَرْعُهَا
أمٌّ وَمَا قلَّـتْ حُرُوفُـكِ تُهْمَــةً إنَّ البَـلاغَـةَ كُلَّمَـا أوْجَزْتُهَــا
تَأتِينَ فِي وَلَـهٍ . بُنَيَّ تُحِبُّنِـي ؟أوَّاهُ أمِّـي قـدْ مِـرَارًا قُلْتُهَــا
قَطْعُ الوَتِين يَهُـونُ عِنْـدِي إنَّمَا لا تَسْتَطِيعُ فِرَاقَ عَيْنِـي أخْتُهَــا
مَا زَالَ نُورُكِ فِي الظـَّـلام قِلادَةً يَـزْدَادُ مِنْ فَـرْطِ الضِّيَاءِ بَريقُهَـا
مَا زلْـتِ تَحْتَلِّيـنَ كُــلَّ بدَايَـةٍ لِلْحُبِّ تَبْدُو فِي الضُّلوع شُخُوصُهَـا
بَدَرَتْ إليْـكِ فَوَاكِـهُ الشعْـر التِي مَا إنْ أشَـرْتِ تَسَاقطَـتْ ألْفَاظُهَـا
يَا مَنْ سَمَوْتِ عَلى القَصَاصِ كَأنَّمَا نُوَرًا خُلِقْتِ وَليْسَ تَحْويـكِ النُّهَـى
إنِّي لَزِمْـتُ جِـوَارَ خَطْـوكِ تَحْتَهُ فَالْجَنَّـةُ الْعَـذرَاءُ هَـذَا مَهْرُهَــا
تُبْـدِى فِعَـالُـكِ مَا أرَدْتِ خَفَـاءَهُ
وَكَـذا يَفـُوحُ مِنَ العَبـَاءَةِ مِسْكُهَا
وَكَـذا يَفـُوحُ مِنَ العَبـَاءَةِ مِسْكُهَا

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق