معشوقة الملايين...من وحي المعاناة اليومية للمصريين
بقلم: خالد الطبلاوي
أشتاقها وقوامها الملفوفا
ولها أطير إذا بدت ملهوفا
|
هي مصدر الدفء الذي أحيا به
فحلاً كأني قد أكلت خروفا
|
وإذا أصاب الضعف منها مقتلاً
ألفيتني عن ذي الحياةِ عزوفا
|
وحملتها أجري بها أرجو لها
طباً وإن بلغت خطايَ منوفا
|
فبدونها لا نستسيغ طعامنا
كلا ولا ندعو إليه ضيوفا
|
هي عند فقد الكهرباء ملاذنا
وبها ننال الأمنياتِ قطوفا
|
وبها يطيب الغسل إن قلب الشتا
دفء الربيع المنزليِّ خريفا
|
ووليدها طفل الأنابيب الذي
تحلو به السهراتُ كان عطوفا
|
لكنه من بعد بذل حنانه
قد صار عن بذل الندى مكتوفا
|
أحبيبتي ؛ تلك الطوابير التي
وقفت على باب الغرامِ ألوفا
|
شوقاً إليك يقدمون مهورهم
يبغون وصلاً ، فاعملي معروفا
|
ولترحمي من لا تطيق جيوبه
دفعاً وأمسى باللقاءِ شغوفا
|
من عاش يهوى قلبه أنبوبةً
يفنى على المستودعاتِ وقوف
|
تعليق: خالد جوده
قصيدة طريفة شاعرنا الجميل، أكيد تدفع أي مصري للابتسام،فالأداء الساخر لكم في القصيدة متماسك ورائع وبه الروح المصرية الفكاهية، فهكذا الأدب يرتب علي قلوبنا ويشد أزرنا حتي في المآسي والمشكلات، لكن شاعرنا أنا متحفظ علي العنوان (من وحي معاناة المصريين) إذ أنه يكشف هدف القصيدة ولو كان العنوان معشوقة الجماهير فستكون المفاجأة كاملة في نهاية القصيدة بما يكسر أفق التوقع لدي القارئ، حيث أن المسافة الجمالية هي الفجوة الكائنة بين توقع القارئ القائم علي تقاليد جمالية سابقة، وبين بارقة الإبداع لدي المبدع، ومنها هذا الأداء الأدبي بتفجير مفاجاة في السطر الأخير مما يضاعف من لذة القارئ ويكشف أفق الموضوع في ثوب ساخر، والعنوان ردم شيئا من هذه المسافة الجمالية وجعل القارئ يعرف أن هناك مفاجأة وأنها متعلقة بالخبز أو الأنبوبة مثلا قبل ان يبدأ القراءة.


شكراً شاعرنا الجميل
ردحذف