جيم مثل : جمال
تقول إحدى صديقاتي الظريفات عندما وزع الجمال على الناس كان هناك وأخذنا حظنا منه ولكن يبدو أننا اغتررنا به فألهانا عن استلام حظنا من السعادة.. استمع إليها فاضحك مع بعض المرارة.. ولكن حينما اختلي بانعكاس صورتي في المرآة أبكي فعلا.
حاء مثل : حديث
في الاجتماعات العائلية أميل دائما للاحتماء بدوائر العازبات.. هذه الدوائر تحميني من جرأة سؤال فضولي غير متوقع يصوب نحوي.. أو حرج الاستماع المرة بعد الأخرى إلى أحاديث المتزوجات عن الحياة الحميمة وحبوب منع الحمل.
خاء مثل : خيال
عجيب حقا أنني منذ طفولتي أعيش في فضاء بهذا الانفتاح.. خضرة مدى البصر.. لا بنايات عملاقة تحجب شمس النهار ولا عمارات تفرق بين العين وصفحة السماء.. عجيب أن يكون أفقي بهذه المحدودية.. اكتشف ذاك الآن.. أنا افتقر للخيال.. إذا أغمضت عيني لست قادرة على تخيل أكثر من طريقي إلى المطبخ.. مع أن المستشارة النفسية تقول أن الخيال على نفس الأهمية من الذاكرة.. فإنسان بدون ذاكرة أو بدون خيال هو على نفس الدرجة من التيه والضياع والإعاقة.. في ذاكرتنا كل مهارات الماضي.. وفي المخيلة خرائط استعمال تلك المهارات..فيها تكمن الفرصة الحقيقية للتميز وللاختلاف.. حتى لا يكون المستقبل نسخة مكررة بالكاربون من الماضي.. تمنعنا من السقوط في النمطية و تعصمنا من الانخراط في القطيع..
دال مثل : دوامة
أسبابنا للحياة هي نفسها أسباب الموت.. أدركت ذلك في لحظة وعي مباغتة انتابتني وأنا أتأمل في انعكاس صورتي على المرآة و فقاعات تفكيري تغافل عسس الوعي في وتطير متسللة ماضية إليه.. كان كصفحة ماء رائقة في موسم حر.. وأنا العطشى.. وجدتني متورطة في المضي مسافة من المغامرة صوبه.. وبين خياري المضي و العودة كانت الفقاعات تدوخني وراءها.
ذال مثل : ذروة
ذلك اليوم وصلت إلى القاع تماما.. كنت عند أدنى درجات التماسك التي عرفتها في حياتي .. استيقظت في ذلك الصباح لأجد ورود حمراء على نافذتي.. ارتجف قلبي.. أحسست كأن سكينا حادة طعنتني وانتشيت.. هربت من البيت.. كانت أول مرة اخرج من دون إذن زوجي.. استلمني الشارع وانتابتني الحيرة طويلا قبل أن يقودني إلهامي قسرا إلى بيت مرشدة مسجد الحي.. رحبت بي بابتسامة وأدخلتني.. ودون أن تسألني بدأت أبوح لها بكل مكنونات قلبي.. لم تقاطعني.. لم تعبر عن صدمة أو تعاطف.. فقط استمعت إلي.. لما انتهيت طمأنتني بأنها ستكون معي.. اقترحت أن نزور صديقتها المعالجة النفسية في الغد.. قبل أن انصرف أهدتني كتاب لدايل كارننجي.
راء مثل:رتابة
مشت الأيام بي تأخذ بعضها بيد بعض.. لا جديد يطرأ.. لا مدهش يحدث وجاء اليوم الذي فيه اكتشفت أنني تورطت والتزمت طريقا مؤداه نهايتين.. لم يعد أمامي من سبيل ثالث من غير أن أمعن في كرهي لنفسي و لكل البشر أو أن انحل خلقيا.. وكلا السبيلين كانا يبعداني عني.. أنا الحقيقية.
زاي مثل : زواج
المجتمع يهتم بكل المظاهر الخارجية للزواج.. فالكل يراني زوجة مكتملة.. املك بيتا وزوجا وولدا.. لكن هل احد يهتم بجوهر الموضوع.. هل أنا زوجة مكتملة فعلا؟
سين مثل : سجن
هل يتعود السجين على سجنه؟ هل يحبه يوما؟ أنا فعلت ذلك.. كم مر علي من السنوات وأنا احبس عمري نفسيا في نظرة حزينة تطل في مسكنة على الآخرين؟ كانت سنوات سيئة تلك التي مررت بي منذ زواجي..شين مثل : شباب
يعيش الناس عادة يبدؤون شبابهم.. بأزمة المراهقة و يختمونه بأزمة منتصف العمر.. ولكن بين ذلك يعيشون حالة جميلة من الحياة.. أنا اعي الآن أنني لم اخرج من أزمة المراهقة إلا على إرهاصات منتصف العمر اندهشت حينما أدركت أن سنيني اقتربت بي بشدة من ذروة منتصف العمر.. دهشة جعلتني استنفر شظايا وحدات قوتي الكامنة في خمول علني أستطيع استعادة دفة القيادة و الوصول الي بر أكثر خضرة .. وأفق أكثر اتساع.
صاد مثل : صداقة
لدي صديقات كثيرات.. جمعتهن خلال عبوري سبل سنواتي الخوالي.. بعض الجارات.. بعض زميلات الدراسة.. وبعض ممن تربطني بهن روابط عائلية.. ليس هناك موقف في حياتي الماضية إلا ويحيل على واحدة منهن.. صورهن تملأ ألبوماتي.. لكن حين أفكر فيهن بوعيي الجديد.. ابحث عن من منهن تصلح أن تكون عمودا أقوم به أحد أركان حياتي.. أجد أن لا واحدة هي كفؤ لتلك المهمة.ضاد مثل : ضآلة
لطالما أحسست بالضآلة كلما اكتشفتني أغافل نفسي وأفكر فيه.. فما البث إلا أن أحرك يدي الاثنتين أمام وجهي كما يفعل الإنسان وهو يهش ذبابة قذرة عنيدة.. محاولة نفيه عن خاطري.. وكان يذهب فعلا.. لكنه ما كان ينسحب إلا ليعود.
طاء مثل : طلاق
من قبل .. كان الطلاق بالنسبة لي احتمالا محضورا.. حتى بيني و بين نفسي لم أجرؤ على طرحه بصراحة ووضوح.. الآن و قد ألغيت كل المرجعيات التي سادت حياتي السابقة.. أصبح هذا الاحتمال مطروقا.. لكن ليس كحل سحري يأتي فجأة فيجيء معه الخلاص.. ولا قرارا انفراديا اسقط دونه كل الحسابات خاصة حساب ابني..
ظاء مثل : ظلم
هناك ظلم واقع في حكايتي.. لكن هل هناك ظالم و مظلوم؟
مرت علي أيام و شهور وسنوات.. تمنيت أن يبادر هو ويطلق سراحي.. نعم كان عليه أن يفعل ذلك بما انه كان يعلم أنني الطرف الضعيف في الحكاية .. وإنني غير قادرة على المبادرة بطلب التسريح.. لكن بالتفكير الموضوعي أصل إلى نتيجة أن هذا الظلم يقع على زوجي ويسلط عليه نفس درجة القهر..
عين مثل :عذرية
كانت رهيبة تلك النظرة التي صوبتها إلي طبيبة النساء عند أول زياراتي لها بعد تأكد حملي.. فور التقاطي لحيثيات الاتهام في عينيها أشهرت دفتري العائلي في وجهها وسرعان ما اعتدلت نظرتها على كرسي الاستفهام المتعاطف.
غين مثل : غواية
عيناه وقحتان ..لا تنكسران.. لا تخجلان.. ولا تهربان حين تكتشف ألاعيبهما ويحيط بهما الآخرون.. نظراتهما جعلت ناقوس الخطر يدق في مراقد وعيي .. جعلتني أتستنفر صفوف الدفاع الأمامية و ادعوها للتراص.. ومع ذلك.. أيقظت عيناه الربيع في قلبي.. تزلزلت ارضي العطشى للرواء.سكن القلب شجن عميق.. شعرت بالعري الفاضح.. فرحت أهيل على نفسي من هذا الحزن علي أتغطى به من الإحساس بالذنب..
فاء مثل : فقد
كل ما فقدته في الماضي ظللت طويلا احمله عبئا ثقيلا.. يشغل حيزا في خارطة وعيي.. وحينما أقول يشغل فليس سوى مجازا.. لأنه في الواقع ليست حياتي سوى رقعة مليئة بالثقوب.. أشخاص تركتهم أو تركوني.. قسرا أو طواعية.. أحلام غادرتها.. نسيتها في محطة من محطات حياتي.. قرارات حرمان فرضتها معطيات واقعي.. تعلمني المعالجة النفسية لعبة الفقد والبدائل.. علي أن اعترف أن هذه ا للعبة الطارئة المستجدة في حياتي تستهويني كثيرا.. تطبيقها يكمن ببساطة في قدرة على تثبيت البديل الحقيقي مهما ضؤل حين تتم إزاحة شبح المفقود من مساحة انشغالنا.. حينها تفقد المقارنة مرجعيتها.. بدلت أشتغل كثيرا على هذا المعنى محاولة رتق ما اقدر عليه من ثقوب رقعة حياتي.. خاصة في حياتي الحميمة.
قاف مثل : قلق
ذلك الصباح كان للفرح.. البيت كان ما يزال يرتدي حلة العرس.. ورود وزينة ملء العين.. وزغاريد القادمات من الأهل كانت ملء السمع. لكن أنا كنت خارج ذلك الزمن.. مستثناة منه.. كنت بعيدة تماما.. تختلي بي سرب نورسات متوحشات.. يتخطفني.. ينقرن أعصابي دون رحمة.. الذي حدث لم يكن دراماتيكيا.. كان يقترب من العادي.. يحدث لأزواج كثيرين.. لكن لسبب ما كنت متوجسة.. قلقة.
كاف مثل: كتابة
طلبت مني المعالجة النفسية أن اكتب عن حالتي.. عن مناطق وجعي الحالية وعن شاطئ الأمان الذي أفكر في الرسو عليه.لطالما خفت من الكلمات.. فهي كثيرا ما تكون كعميل مزدوج.. تمارس الخيانة في أمان وفي راحة ضمير.. تؤدي خدمة هنا وخدمة هناك وفي النهاية تحتفظ بالكثير مما يعرف ولا يقال لذلك لن أتنمق في تعابيري.. لن امنحها فرصة الذهاب بعيدا.
لام مثل : لباس
أذكر بابتسام إحدى سيدات العائلة وقولها لي يوم خطبني زوجي.. قالت لي : إن أباك وإخوتك مثل تلك الستارة الجميلة هناك.. هل ترينها؟ هي جميلة.. وتستر حركاتك داخل البيت تحجبك عن أعين الفضول.. لكنها لا تدفئ.. ما لا تعرفه تلك السيدة أن زوجي أيضا تحول إلى ستارة تزين وتستر ولكن دون شرارة دفء...ميم مثل : ماضي
لا آفة للحظة إلا أن نكبلها ببلوى ما مضى ...نجتهد في تأسيس ماض ما ، فإذا ما حصل نتقوقع فيه ولا نعود نغادره أبدا وكل ما أوغل بنا العمر في التقدم تطرفنا في الانحياز لهذا الماضي.. لا نعود نرى من شيء جميل إلا ما يذكرنا بعبق ذاك المجد الغابر.. كنت ابتسم في حنو لا يخلو من سخرية كلما بدأت جدتي حديثها.. ب.. في زماننا كان كذا وكذا.. الآن اكتشف أننا كلنا نفكر مثل جدتي.. وهم نادرون من يعتقدون فعلا أن غدا هو دائما الأفضل .
نون مثل : نور
تقول لي المعالجة النفسية أنني قطعت مسافة من المشوار.. أحس أن طريقي عبر النفق لم يعد طويلا كثيرا.. المح بعض النور.. تعاقدت على المصالحة مع نفسي.. مع معطيات حياتي.. عزمت على أن القادم مهما كان سيكون نابعا من داخلي.. مشفوعا بقناعتي.. مدعوما بقراري أنني وحدي سأكون سيدة مصيري.. حصلت على بعض السلام.
هاء مثل : هدية
يتلقى الناس هدايا مختلفة وفي مناسبات تتكرر أو تتميز.. وأنا لا اخرج عن هذه القاعدة.. لطالما ترصعت مناسباتي السعيدة بهدايا تعكس شخصية من يهادونني وتلاقي حاجة ما في نفسي.. قارورة عطر.. قطعة إكسسوار.. ثياب.. لكن نادرا ما حصلت على كتب.. والأكيد انه ولا مرة حصلت على كتاب بهذه القوة و هذا التأثير..كنت وقتها قد وصلت إلى مرحلة صارت فيها بؤر الضعف في نفسي ذئابا تعوي بداخلي.. وأنا أسكتها بمداراتها أحيانا بالتحايل أخرى.. بالتعامي ..بالتغافل عنها.. لكن وأنا اقرأ الكتاب كنت أتجاسر واذهب إليها.. اقترب منها.. لا أخاف..لا اجبن.. لا أتراجع...
واو مثل : ود
هذا الرجل الذي صار يقاسمني يومياتي منذ تسع سنين هي عمر زواجنا.. كنت قد تعودت على مقابلته بشعور غير محدد احقد عليه أحيانا لأنه يعجز أن يجعلني امرأة مكتملة ولا يبادر بإعادة حريتي.. أشفق عليه أحيانا أخرى من مجرد شعوره بالعجز..اكتشف بدهشة أنني قادرة على تحديد هذا الشعور الآن.. لقد أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتي وهو اشد تغلغلا في تفاصيل يومياتي مما كنت أتصور.. الآن يمكنني أن اعترف بان الشعور الذي يربطني به هو ما يسمى بالود.
ياء مثل : يوم
يوم عادي بالنسبة لملايين البشر.. استيقظوا مسارعين إلى التوشح بأمنية يوم ناجح.. أما أنا فطموحي أن أوفق في تسلق هذا اليوم في طريقي نحو بداية جديدة.. هذا هو أول يوم عمل لي كمعلمة صف محو الأمية.ألف مثل : أمومة
فقدت أمي و أنا في سن صغيرة جدا.. لم أكن بعد قد تعلمت الكثير عن مفردات الحياة.. وليس هناك مثل الأم تعلم ابنتها أبجدية الحياة.. وهذه كانت بداية ماساتي. ربما أنا مخطئة.. ربما ما كانت أمي لتستطيع من اجلي شيئا.. مثلما حدث مع نساء كثيرات غيري لم تغنهن حكمة الأمهات عن شيء.. ومثلما حدث مع ماري أنطوانيت.. ربما كان رأي أمي من رأي الإمبراطورة ماري تيريز.. بنات العائلات مثل الأميرات عليهن الانكفاء على جراحهن في صمت باء مثل : بنوة
حينما انظر إلى ولدي أرى الوجه الثاني من عملة الأمومة.. الوجه الذي أنا الفاعلة فيه.. وتلك مأساة أخرى.. لأني استشعر - أكثر من عموم الأمهات ربما- مسؤوليتي عن عدم تعريض ابني لنفس العراء الذي تعرضت له.
تاء مثل : تفاؤل
طويلا نظرت إلى نصف الزجاجة الفارغ وان أحول نظري بين ليلة وضحاها إلى الجزء الملآن كان من الصعوبة الكبرى بالنسبة إلي .. فبدأت أتعلم من قريب الالتفاف دائما نحو طريق ثالث بدأت افترض مثلا أن مدى الزجاجة اكبر من المحتوى.أصبحت أحاول أن آخذ بنصيحة المستشارة النفسية وأمارس تمرين التخلص من كل شخص قبضت عليه متلبسا بفعل مخل بتفاؤلي.. ليلة أمس طردت من حصيلة ذكرياتي اليومية جارتي التي تشتري دوريا أوراق اليانصيب ولا تتخلى أبدا عن أملها في الربح يوما ما ولكنها نظرت إلي بسخرية حينما رأتني اغرس شجرة أسفل شرفة بيتي..
ثاء مثل : ثرثرة
بالنظر للموضوع من زاوية أخرى.. أتأكد أن الناس من حولنا ليسوا على كل تلك الدرجة من التفرغ لكي يجعلونا موضوعات لثرثراتهم لمدد طويلة.. هم سرعان ما تستغرقهم تفاصيل أحداث أخرى وأبطال آخرين.. حدث معي ذلك في بداية زواجي.. حينما تسربت تفاصيل عن مشاكلي الحميمة.. كنت موضوعا طازجا تناوله الناس بالتحليل ومحاولة إيجاد حلول ناجعة لكن سرعان ما صار موضوعي "بائتا" و لم يعد يستقطب اهتمام احد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق